عمّ الحزن في الوسط الرياضي الكروي الإيطالي بعد الإعلان عن وفاة أحد نجوم الكرة الإيطالية في الثمانينات باولو روسي عن عمر 64 عاماً بعد معاناة مع المرض .
5 تموز 1982 زمن لا يغيب عن ذاكرة الإيطاليين ( يوم فوز إيطاليا على البرازيل في الدورالثاني لمونديال 82 ), زمن تحول فيه باولو روسي إلى رمز قومي بعدما قاد إيطاليا الى الفوز بكأس العالم لكرة القدم في إسبانيا للمرة الثالثة في تاريخها . قبل ذلك الوقت وقف مدرب منتخب إيطاليا الراحل إينزو بيرزوت وحيداً في وجه الرأي العام الإيطالي الرافض لإشراك باولو روسي ضمن المنتخب الإيطالي المغادر إلى إسبانيا , بعد فضيحة المراهنات والنتائج المدبّرة لمباريات الدوري التي تورط فيها روسي وأدت إلى إيقافه عن اللعب لمدة سنتين . لكن بيرزوت أصرّ على استدعائه وكان مصيباً , فبعد عبور منتخب إيطاليا الدورالأول بشق الأنفس بثلاث تعادلات وفارق هدف في المركزالثاني أمام الكاميرون ضمن المجموعة الأولى , انفجرت موهبة باولو روسي في الدور الثاني وقاد إيطاليا الى الفوز على منتخب البرازيل الذهبي في ذلك الوقت (3-2) بتسجيله ثلاثة أهداف , ثم هدفي الفوز على بولونيا في الدور النصف نهائي , وهدفاً في المباراة النهائية في 11 تموزالتي فازت فيها إيطاليا على ألمانيا الغربية (3-1) وأحرزت اللقب , توّج بعدها هدافاً للمونديال برصيد ستة أهداف , ونال عقب المونديال جائزة الكرة الذهبية التي تقدمها سنوياً مجلة فرانس فوتبول . ستة أهداف في ثلاث مباريات , إنجازفي أسبوع لم يحققه أحد قبل ذلك في إيطاليا حوّل باولو روسي من منبوذ إلى رمز وطني .

واختلف المحللون هل يعتبر باولو روسي في عداد رموز الكرة الإيطالية الكبار أمثال جياني ريفيرا , أو لويجي ريفا أو فاكيتي أو روبيرتو باجيو أو فرانشسكو توتي , إلا أن روسي مع أنه يقل مهارة عن هؤلاء يتميز ببراعته في الإفلات من الرقابة واقتناص الأهداف , ويعتبر في نظر الرأي العام الإيطالي قائد انتصار إيطاليا باللقب الثالث لها في كأس العالم , ما أدى الى هيمنة الكرة الإيطالية أوروبياً في تلك الفترة . ويقول زيكو نجم منتخب البرازيل : الأهداف الثلاثة التي سجلها روسي وأخرج بها البرازيل في مونديال 82 نسفت هوية الكرة البرازيلية الهجومية المعروفة , إذ تحولت بعد تلك الهزيمة إلى تقليد الأوروبيين بالأسلوب الدفاعي والخشونة .
بعد انتهاء مسيرته مع فريقه يوفنتوس عمل روسي محللاً رياضياً في عدة قنوات إيطالية .